احتجاجات العراق ولبنان ضمن الصراع الدولي

احتجاجات العراق ولبنان ضمن الصراع الدولي

  • احتجاجات العراق ولبنان ضمن الصراع الدولي

افاق قبل 4 سنة

احتجاجات العراق ولبنان ضمن الصراع الدولي

علي ابو حبلة

لا شك أن التظاهرات الاحتجاجية في العراق ولبنان محقة في مطالبها لتحسين الأوضاع الاقتصادية ومحاربة الفساد إلا ان تلك الاحتجاجات بدأت تحمل أبعادا سياسية وباتت تلك التظاهرات تستغل لتحقيق أهداف سياسية ضمن محاولات الاستحواذ والهيمنة على مقدرات المنطقة  ، فمظاهرات لبنان التي انطلقت في 17 أكتوبر تشرين الأول الماضي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري واحتجاجات العراق أدت إلى استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

 الاحتجاجات والتظاهرات التي ظهرت في لبنان والعراق قد تزامنت مع انحدار النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة وتصاعد النفوذ الإيراني أقصى مستواه،  ويبدوا من تطورات الأحداث في العراق ولبنان له علاقة بالضغوط التي  تمارسها واشنطن على طهران بعد إلغاء الاتفاق النووي.

الولايات المتحدة وإسرائيل بعد خسارة سوريا  يحاولان   القفز على حراك لبنان والعراق بقصد  استخدام المطالب المشروعة للشعبين العراقي واللبناني  والإتيان بحكومتين مواليتين للمصالح الصهيو امريكيه ان أمكنهما ذلك.

المجلة الأمريكية «فورين بوليسي» ، في تقرير لها ، إن طهران ووكلاءها فشلوا في تحويل أي مكاسب سياسية إلى رؤية اجتماعية اقتصادية بالنسبة للمجتمعات الطائفية في العراق ولبنان. وأوضحت أنه منذ بداية الثورة الإيرانية كانت لدى حكومة طهران ومليشيا الحرس الثوري سياسة تفصيلية واضحة طويلة الأمد حول كيفية تصدير أفكارها الإرهابية المتطرفة إلى المنطقة، لا سيما في الدول ذات الأغلبية الطائفية. لكن في خطتها لأربعة عقود، تجاهلت نقطة مهمة وهي الرؤية الاجتماعية الاقتصادية للحفاظ على قاعدة دعمها.

وأشارت إلى أنه في حين استغلت طهران كل فرصة للتغلغل داخل مؤسسات الدول في المنطقة، فشل النظام الإيراني في الانتباه إلى أن السلطة تتطلب رؤية لليوم الذي سيعقب ذلك، ومع تطور الأحداث في المنطقة، تبين فشل إيران في السيادة، والعراق ولبنان أفضل أمثلة ، وتابعت: «واليوم تلك المؤسسات في العراق ولبنان لديها مهمة واحدة، هي حماية وخدمة المصالح الإيرانية بدلًا من حماية وخدمة الشعب».

ونظرا  للاهمية الإستراتيجية للعراق  ووقوعه على خطوط الصدع الإقليمية، فإن مظاهرات العراق سيكون لها تداعيات هامة على معادلة النفوذ في المنطقة، خصوصاً بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

توقيت هذه التظاهرات يأتي في وقت حرج للعراق، الذي يُعتبر أحد أهمّ مناطق التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والنفوذ الإقليمي لإيران. والجهات الحكومية الأمنية والسياسية منها لا تزال تصرّ على أن التظاهرات دفعت بها السفارة الأمريكية في بغداد. وان الولايات المتحده تستغل الورقة الطائفية وتسعى بعد ان قسمت العراق الى ولايات لتجسيد هذا التقسيم وتجييره لصالح ترسيخ النفوذ الامريكي وقطع الطريق على طهران لمد نفوذها من طهران مرورا ببغداد وسوريا ولبنان .

ترى الولايات المتحدة أنها خسرت الكثير من نفوذها السياسي والعسكري في العراق لصالح إيران، لذا فإن أي فوضى تزعزع نفوذ إيران في العراق سوف تصبّ في مصلحة تزايد النفوذ الأمريكي في المنطقة ، كما تنظر دول إلى أن العراق لا يزال يشكل تهديداً أمنيّاً حقيقيّاً لها في ظل وجود مليشيات الحشد الشعبي الموالي لإيران، لذلك فأي حراك قد يضعف النفوذ الإيراني في العراق قد يصبّ في صالحها.

إن حقيقة ما يشهده العراق ولبنان هو ضمن  محاولات واشنطن تغيير موازين النفوذ في العراق ضد إيران في سياق إستراتيجية»الفوضى الخلاقة»من خلال الاستثمار في هذه المظاهرات لصالحها، في المقابل فإن طهران ستعمل على استغلال أداوتها في العراق لتوجيه نتائج هذه الفوضى لصالحها وترسيخ نفوذها القوي.

التعليقات على خبر: احتجاجات العراق ولبنان ضمن الصراع الدولي

حمل التطبيق الأن